نقاط متفرقة حول الفلم ..
يضعنا كوبريك في خطوط رفيعة تضع لنا تفاصيل مخيفة حول الإنسان وحريته وكيف يكون التحول من مجرم إلى بريْ هو إجرام في حقيقته ، لعلنا نرى في بداية الفلم اليكس العنيف ، شخص فقد إنسانيته حيث يمارس العنف لأجل العنف ، لأجل المتعة ، يمارس العنف على عجوز في الشارع ذنبه أنه مشرد ، يمارس العنف مع عائلة مسالمة ، يغتصب امرأة فتحت لها باب بيتها لكي تساعده في مشكلته ، كم هي شخصية طغى على انسانيتها غشاوة قاتمة حتى لا يرى ضوءا لها .
الفلم يحمل فلسفات كثيرة حول غرائز الإنسان و ما يتمحور حوله وحول حياته ، من أهم ما لاحظناه من أليكس مع أصدقائه هي أن القيادة أمر والتحكم أمر آخر ، فالقيادة سيادة على آخرين ولكنها لا تظهر جانب حقيقي للتسلط وهذا ما لا يؤدي إلى أي انقلابات من مجتمعه الصغير والذي هو أصدقائه ، ولكن هو من حفر قبره بنفسه عندما بدأ بإهانتهم ، فأظهر بهذا روح التحكم والتسلط و كان واضحا لجماعته ، مما دفعهم
للإنقلاب عليه وخيانته ، هذا أمر نراه كل يوم وكل فترة في جميع المجتمعات كبيرة كانت أو صغيرة .
اليكس والموسيقى
هل الموسيقى دائما جانبها إيجابي ؟ كوبريك هنا يبين لنا أن حتى أجمل ما في هذه الحياة قد يؤخذ أخذ سلبي ، أليكس في مشهد الإغتصاب كان يغني أغنية من أرق الأغاني وأكثر عذوبة و قربا للقلب "Singing In The rain "
أيضا عند عودته لغرفته نجد أنه من محبي بيتهوفن إلا أن استماعه لا يؤثر فيه بالإيجاب ، بل يعتبر الإستماع له أفضل إنهاء ليومه الذي بدأ بالعنف و انتهى بالعنف وكأنه يكافأ نفسه .
وحتى في المشهد الذي اقفل عليه بالغرفة فكانت محاولتهم لتعذيبه بالموسيقى ، الشاهد أن قد تستخدم الأشياء الجميلة في أمور قبيحة .
هل تعالج أليكس ؟
قبل العلاج كان أليكس قراراته كلها سلبية وعنيفة وتهدف إلى تمتيع نفسه على حساب الآخرين ، حتى بأبسط الأشياء كعدم الذهاب للمدرسة مما يغبط في أمها ويحزنها وهو مستمتع على سريره يفكر في خطط لليلة اليوم ، وحين يمارس الجنس فهو حيوان ، فلتراجعوا المشهد السريع الذي استعرضه كوبريك عندما اليكس دعا فتاتين لغرفته ، يمارس معهما الجنس وكأنهما رق لديه ، يمارس مع الأولى فالثانية لإفراغ شهوته ويعيد الكرة دون اكتراث ، لا يدرك أن للجنس بعد أكبر من ذلك .
بعد العلاج ، الذي حدث هو أنه لم يتغير الكثير في أليكس ، كيف ذلك ؟
ما أقصده أن أليكس بقي على قرارات سلبية ولكنها بدلا من أن يكون معنِّفا أصبح معنَّفاً ، كل قراراته أصبحت بالمقابل تهدف إلى إرضاء غيره على حسابه هو ، مما تسبب له الذل والمهانة ، من الرجل المشرد الذي يستطيع بركله أن يسقطه ، حاول الهرب منه لكن اجتمع عليه كل المشردين مع أنه كان بإمكانه منع ذلك ، صديقاه اللذان أصبحا شرطيان وكانت صدمة له كيف هذان الساديان مثله أصبحا هم حماة هذا المجتمع والمواطنين ، ضربوه و غطسوه في الماء حتى اختنق ، و أهله استبدلوه بغيره ، استبدلوا ابنهم ! وهذا البديل يتحاور معه وكأنه الإبن الحقيقي وأليكس ليس إلا دخيل مستَنكر .
فلنستحضر مشهد المسرح الذي أجروا التجربة النهائية على اليكس امام الجمهور ، يوضح لنا المشهد كيف كانت عملية العلاج مؤثرة فيه ، ولكن استحضرناه أنا وأنتم سويا قبل وبعد ونجده في الحقيقة لم يعالج علاجا سليما ، اذا ما الذي فعلوه ؟ الذي فعلوه حقا هو التحكم بأفكاره ومحاولة تسيير اليكس لما يريدونه هم وليس هو ، دون اختيار منه ولا حرية حقيقية والتحكم بالعقول ظاهرة حقيقية موجودة فكم من السذج من يعتقدون أنهم مختارين ولكنهم يمشون تبعا لعقول أخرى مسيرين عليها ، فلذلك حصل له ما حصل ، النقطة التي أريد إيضاحها ولعلنا نحاول مقاربة ما يريد كوبريك إيصاله ، أن الإنسان إن لم يكن حرا حقا فاختياره ، ولم يكن حرا فاختياره للخير وترك الشر ، ولم يكن حرا في اتخاذ القرار الصحيح و الفعل اللازم سيكون روبوتا ساذجا مهانا وربما لمسمى الفلم دلالة على هذا ، فعملية الإصلاح ليست محاولة للتحكم في أفعال الشخص وتوجيهها بل عملية روحية نفسية تهدف إلى إعطائه تصورا لحقيقة وجوده و حقيقة حريته التي تأتي كمنطلق للإختيار الصحيح للفعل ، هم كانوا يريدون استخدامه لأغراض سياسية .
A Clockwork Orange
يضعنا كوبريك في خطوط رفيعة تضع لنا تفاصيل مخيفة حول الإنسان وحريته وكيف يكون التحول من مجرم إلى بريْ هو إجرام في حقيقته ، لعلنا نرى في بداية الفلم اليكس العنيف ، شخص فقد إنسانيته حيث يمارس العنف لأجل العنف ، لأجل المتعة ، يمارس العنف على عجوز في الشارع ذنبه أنه مشرد ، يمارس العنف مع عائلة مسالمة ، يغتصب امرأة فتحت لها باب بيتها لكي تساعده في مشكلته ، كم هي شخصية طغى على انسانيتها غشاوة قاتمة حتى لا يرى ضوءا لها .
الفلم يحمل فلسفات كثيرة حول غرائز الإنسان و ما يتمحور حوله وحول حياته ، من أهم ما لاحظناه من أليكس مع أصدقائه هي أن القيادة أمر والتحكم أمر آخر ، فالقيادة سيادة على آخرين ولكنها لا تظهر جانب حقيقي للتسلط وهذا ما لا يؤدي إلى أي انقلابات من مجتمعه الصغير والذي هو أصدقائه ، ولكن هو من حفر قبره بنفسه عندما بدأ بإهانتهم ، فأظهر بهذا روح التحكم والتسلط و كان واضحا لجماعته ، مما دفعهم
للإنقلاب عليه وخيانته ، هذا أمر نراه كل يوم وكل فترة في جميع المجتمعات كبيرة كانت أو صغيرة .
اليكس والموسيقى
هل الموسيقى دائما جانبها إيجابي ؟ كوبريك هنا يبين لنا أن حتى أجمل ما في هذه الحياة قد يؤخذ أخذ سلبي ، أليكس في مشهد الإغتصاب كان يغني أغنية من أرق الأغاني وأكثر عذوبة و قربا للقلب "Singing In The rain "
أيضا عند عودته لغرفته نجد أنه من محبي بيتهوفن إلا أن استماعه لا يؤثر فيه بالإيجاب ، بل يعتبر الإستماع له أفضل إنهاء ليومه الذي بدأ بالعنف و انتهى بالعنف وكأنه يكافأ نفسه .
وحتى في المشهد الذي اقفل عليه بالغرفة فكانت محاولتهم لتعذيبه بالموسيقى ، الشاهد أن قد تستخدم الأشياء الجميلة في أمور قبيحة .
هل تعالج أليكس ؟
قبل العلاج كان أليكس قراراته كلها سلبية وعنيفة وتهدف إلى تمتيع نفسه على حساب الآخرين ، حتى بأبسط الأشياء كعدم الذهاب للمدرسة مما يغبط في أمها ويحزنها وهو مستمتع على سريره يفكر في خطط لليلة اليوم ، وحين يمارس الجنس فهو حيوان ، فلتراجعوا المشهد السريع الذي استعرضه كوبريك عندما اليكس دعا فتاتين لغرفته ، يمارس معهما الجنس وكأنهما رق لديه ، يمارس مع الأولى فالثانية لإفراغ شهوته ويعيد الكرة دون اكتراث ، لا يدرك أن للجنس بعد أكبر من ذلك .
بعد العلاج ، الذي حدث هو أنه لم يتغير الكثير في أليكس ، كيف ذلك ؟
ما أقصده أن أليكس بقي على قرارات سلبية ولكنها بدلا من أن يكون معنِّفا أصبح معنَّفاً ، كل قراراته أصبحت بالمقابل تهدف إلى إرضاء غيره على حسابه هو ، مما تسبب له الذل والمهانة ، من الرجل المشرد الذي يستطيع بركله أن يسقطه ، حاول الهرب منه لكن اجتمع عليه كل المشردين مع أنه كان بإمكانه منع ذلك ، صديقاه اللذان أصبحا شرطيان وكانت صدمة له كيف هذان الساديان مثله أصبحا هم حماة هذا المجتمع والمواطنين ، ضربوه و غطسوه في الماء حتى اختنق ، و أهله استبدلوه بغيره ، استبدلوا ابنهم ! وهذا البديل يتحاور معه وكأنه الإبن الحقيقي وأليكس ليس إلا دخيل مستَنكر .
فلنستحضر مشهد المسرح الذي أجروا التجربة النهائية على اليكس امام الجمهور ، يوضح لنا المشهد كيف كانت عملية العلاج مؤثرة فيه ، ولكن استحضرناه أنا وأنتم سويا قبل وبعد ونجده في الحقيقة لم يعالج علاجا سليما ، اذا ما الذي فعلوه ؟ الذي فعلوه حقا هو التحكم بأفكاره ومحاولة تسيير اليكس لما يريدونه هم وليس هو ، دون اختيار منه ولا حرية حقيقية والتحكم بالعقول ظاهرة حقيقية موجودة فكم من السذج من يعتقدون أنهم مختارين ولكنهم يمشون تبعا لعقول أخرى مسيرين عليها ، فلذلك حصل له ما حصل ، النقطة التي أريد إيضاحها ولعلنا نحاول مقاربة ما يريد كوبريك إيصاله ، أن الإنسان إن لم يكن حرا حقا فاختياره ، ولم يكن حرا فاختياره للخير وترك الشر ، ولم يكن حرا في اتخاذ القرار الصحيح و الفعل اللازم سيكون روبوتا ساذجا مهانا وربما لمسمى الفلم دلالة على هذا ، فعملية الإصلاح ليست محاولة للتحكم في أفعال الشخص وتوجيهها بل عملية روحية نفسية تهدف إلى إعطائه تصورا لحقيقة وجوده و حقيقة حريته التي تأتي كمنطلق للإختيار الصحيح للفعل ، هم كانوا يريدون استخدامه لأغراض سياسية .
حتى أن القسيس تكلم وقال : " الولد ليس لديه خيار حقيقي " يعني هو ليس حر بإختياره .
استطيع القول من هنا ان أليكس قبل العلاج هو صورة لسلوك الإنسان السلبي المؤذي ، وبعد العلاج هو صورة لسلوك الإنسان السلبي الساذج .