إن الإنسان مخلوق بعقل وقلب يختلفان عن سائر المخلوقات الأخرى المتواجدة في هذا الكون البديع
فالإنسان له روح معقدة مستحيلة التفسير وخاب من قلل من شأنها و لم يحترم ويعظم هذا الأمر في نفسه .
ما الجمال ؟ نجد تسطيحا غريبا لهذا المفهوم من قبل هذا الانسان مع أن المفترض هو العكس تماما ، بل تصل الى نظرة دونية لمفهوم الجمال .
سأتكلم هنا عن مشهد واحد فقط من Holy Motors .
شخصية المتشرد -
شخصية المتشرد شخصية تمثل جزء من انانية وقبح الانسان وتسطيحه للجمال .
نجده شخصية قذرة تخرج من فتحات المجاري ويتجول فيها ويتنقل عن طريقها من مكان لأخر
عندما تمر الشخصية بين تلك القبور ، يلتقط اجمل الورود على هذه القبور ويقوم باتلافها عن طريق فمه .
وهذه دلالة على عدم اكتراثه لجمال هذه الورود وهو ما نراه في كثير من الناس من يقطف الورد مثلا فقط ليرميها !
يستمر بهذا الفعل ويمشي بين العامة وهو غير مكترث ، لا لجمال هذه الورود ولا لنظر الناس اليه فهو قبيح ويرى انه قبح فعله لا يهم مادام مستمتعا بفعله .
المفارقات بين الجمال والقبح تجده في كل حركة وفي كل فعل يقوم به ، كاراكس قام باظهار الجمال في الورود الموضوعة ، في المقبرة المنظمة بشكل جميل ، وفي الممرات المشجرة الجوانب ، وفي الناس كحبيبان يتجولان ، وعجوزان يملأهما الحب ، و أعمى متأنق يمشي لوحده في سكينة .
في ظل هذا نرى المتشرد يقوم بالتخريب والتشويه لهذه الصور الجمالية ، يأكل الورود و يصعد على القبور ، و يتصادم مع الحبيبان ويرعب العجائز و الأطفال البريئين ، ويضرب ذلك الأعمى فقط لأنه في طريقه .
تخيلوا معي صندوق من التفاح الاحمر الجميل ولكن يتوسطه تفاحة فاسدة قبيحة المظهر ، سيتركز نظر المتسوقين على هذه التفاحة الفاسدة فيبتعدون عن هذا الصندوق بسببها . هذا ما يفعله المتشرد بين كل هذا الجمال فهو يخيف ويشوه كل هذا المنظر بسبب قبحه .
ان هذا المشهد لهو من اعمق المشاهد في التضارب بين القبح و الجمال .
نجد المصور وهو يلتقط صورا للحسناء يصرخ في كل مرة " جمال .. جمال .. جمال .. جمال "
والحشد ممتلأ ينظر الى هذا الجمال ، حتى ظهر المتشرد القبيح ليبعد انظار المصور عنها .
فيتحول اهتمامه له ، ما فهمته في الواقع هو أن المصور كاذب فهو يبحث عن ما يربحه اكثر من ما هو يبحث عن ما هو جميل
العالم مهووس بما هو غريب و متدني اكثر مما هو جميل و راقي .
بعد ذلك يقوم المتشرد باختطافها والهروب الى الى ما بين المجاري .
هنا مشهد من اشد المشاهد عمقا حول نفس المقهوم كما ذكرنا وهو الجمال .
نلاحظ ان المتشرد ينظر الى المرأة الحسناء نظرة استهلاكية بحتة .
حتى شعرها وجماله لم يحتمل مشاهدته واراد قضمه كما فعل بالورود .
ثم بدأ يفكر بطريقة ليخفي هذا الجمال عن غيره ، يريد التوحد بهذا الجمال رغم سطحيته في رؤيته له .
انها انانية الانسان و غرائزه ، يريد كل شيء له وله وحده ، يريد ان يكون الشيء الذي يريده الجميع له وحده .
فقام بتغطيتها كالعباءة من اسفلها الى اعلاها .
يشعر المتشرد الأن بأوج مشاعره سعادة ، فهي له وحده يمارس بها ما يشاء ، يسير هذا الجمال كما يشاء دون مشاركة احد .
نشاهد عمق الفكرة عند خلعه كل ملابسه و من ثم نومه على رجليها و غنائها له وهي متسترة تماما .
اعتقد ان بقائها متسترة يوحي الى التخصيص والتفرد بها من قبله .
---------------------------------------------------------------------------------------------------------
شكرا دينيس لافانت على هذا الأداء والتجسيد لهذه الشخصية الصعبة .
شكرا من القلب ..
شركة تنظيف منازل بالخبر
ردحذفشركة تنظيف شقق بصفوى